السبت 2024/4/20 توقيـت بغداد
07901195815-07707011113    albaynanew@yahoo.com
جريدة يومية سياسية عامة مستقلة
لا ترتبط بحزب أو حركة أو جهة دينية أو سياسية
صاحب الإمتياز
ورئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
نخل السماوة يكول طرّتني سمرة !!
نخل السماوة يكول طرّتني سمرة !!
كتاب الجريدة
أضيف بواسـطة albayyna
الكاتب
النـص :

على ضفتي نهر الفرات حيث ينساب بوداعة من جهتيه الشامية والجزيرة يغفو قضاء السماوة الذي يعدّ واحدا من أهم وأكبر المدن في محافظة المثنى جنوبي العراق وتمتد جذوره الى اعماق التاريخ اذ يعود تأسيسه الى العام (1494) ميلادية اي لأكثر من ستة قرون من الزمن .. وقد اورد الحسني عن ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان انها سميت بالسماوة لان ارضها مستوية لا حجر فيها وجاء في المنجد ان كلمة (سماوة) تعني (فلك البروج) واسماً معناه في اللغة (علا وارتفع) والسماوة تتألف من مركز القضاء وعدد كبير من النواحي والقرى والعشوائيات وتحيط به مساحات شاسعة كانت عامرة ببساتين النخيل ويوضح الشيخ (احمد رضا) في كتابه معجم اللغة ان (السماوة) تعني الشيء العالي . وفي عهد الدولة العثمانية (1314) هجرية - (1896) ميلادية بُني فيها جامع كبير باسم ((جامع السماوة)) وهو من مساجد العراق الاثرية حيث فيها مناطق قديمة ذات نكهة تاريخية وعبق الماضي التليد مثل (السوق المسقوف) و (عگد اليهود) ومن الاشياء الجميلة التي مازالت عالقة في ذاكرة العراقيين تلك الاغنية التي كتب كلماتها الشاعر والصحفي الراحل (ناظم السماوي) وغناها مطرب الشجن العراقي (حسين نعمة) بعذوبة الحانها ورقة كلماتها فظل صداها يرنّ في الاسماع رغم تقادم الزمن والتي تقول : 
نخل السماوة يگول طرّتني سمرة 
سعف وكرب ظليت مابيه تمرة 
وشجابة للغرّاف طير المجرّة 
سابيها كلها الناس حيرني بامره 
والاغنية تروي قصة حب وجدانية لها معانيها ودلالاتها وزاوجت مابين الوجد والنخلة التي تعرّضت في السنوات الاخيرة مع الاسف الى عمليات تجريف وحشية في ظل صمت حكومي اغبر حتى اضحى العراق بلد الـ(30) مليون نخلة مستوردا للتمر من دول الجوار بينما بساتيننا التي كانت غابات غنّاء صارت ارضا يبابا يلعب فيها الفار وهي عبارة عن كومة احجار او هي في الواقع جذوع نخل خاوية واقفة في منظر مأساوي لتحكي قصة الاهمال المتعمّد مع سبق الاصرار والترصّد , ولعل المار من منطقة الدورة ببغداد يلحظ هذا المشهد الذي يُدمي القلب . وربّاط السالفة ان احدى الشركات الاستثمارية باشرت موخرا بزراعة مليون دونم بالحنطة و (400) ألف فسيلة نخيل اضافة الى (500) الف شتلة من النباتات الطبية ضمن بادية المثنى الجنوبية بحسب تصريح لمدير هيئة استثمار المثنى (عادل الياسري) والذي يوضّح بان النبتة الطبية المسماة (الجوجوبا) ذات الفوائد الاقتصادية كونها غنية بالزيوت غالية الثمن التي تدخل في انتاج الادوية والمستحضرات الطبية والوقود الى جانب اهمية مخلفاتها في صناعة الاعلاف للثروة الحيوانية . و يؤكد الياسري (عفية عليك) ان مساع تبذل لتحويل بادية المحافظة الجنوبية الى سلة غذائية واقتصاية متكاملة للعديد من المحاصيل الاستراتيجية التي ستسهم في تنمية الواقع الاقتصادي للمحافظة وللعراق بأسره , والمفرح ان جهودا تبذل لزراعة (مليون) فسيلة نخيل من الانواع الجيدة .. والحاسود بعينه عود . 
 

المشـاهدات 232   تاريخ الإضافـة 15/01/2023   رقم المحتوى 40290
أضف تقييـم