الخميس 2024/5/2 توقيـت بغداد
07901195815-07707011113    albaynanew@yahoo.com
جريدة يومية سياسية عامة مستقلة
لا ترتبط بحزب أو حركة أو جهة دينية أو سياسية
صاحب الإمتياز
ورئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
حبل الكذب قصير تصريحات المسؤولين عندما تكون « فيسبوكية»
حبل الكذب قصير تصريحات المسؤولين عندما تكون « فيسبوكية»
كتاب الجريدة
أضيف بواسـطة albayyna
الكاتب
النـص :

الكذب صفة مذمومة وهو رأس كل خطيئة لهذا حرّمه الدين الإسلامي وتوعّد الله الكاذب بالعذاب ونهى عنه الرسول محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم) في أحاديث عديدة ووصفه بأنه من اقبح الذنوب وفواحش العيوب وروي عنه (ص) : آية المنافق ثلاث : ( إذا حدّث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان ) . ولعل أخطر مافي الكذب هو أن يمارسه المسؤول الذي يقتضي الواجب الشرعي والقانوني والأخلاقي أن يكون صادقاً مع أبناء شعبه في بيان الحقائق أو اعطاء الوعود بخصوص مشاريع أو خدمات مناط به تقديمها وبعض هؤلاء المسؤولين مع الأسف صار يطلق تصريحات لا صحة لها ولا نصيب في الواقع اليومي وهي أشبه بكلام الليل الذي يمحوه النهار، ومن يستعرض تصريحات العديد من المسؤولين في بلادنا بشأن تقديم خدمات أو انجازات سوف يتوقف أمام كم هائل منها .. كلها تعد بالمنّ والسلوى والعمل على انجاز « كذا وكذا» لكن بمرور الزمن يتّضح أنها ليست سوى فقاعات هواء أو كلام فيسبوكي غير واقعي وعلى سبيل المثال لا الحصر يتذكّر العراقيون تصريحات لنائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة الأسبق حسين الشهرستاني في أحد أيام شهر نيسان عام (2012) أن الحكومة العراقية وقّعت عقوداً مع شركات أجنبية سترفع قدرة العراق على انتاج الطاقة الكهربائية محلياً الى (20) ألف ميغاواط وإن هذا الاكتفاء الذاتي سيجعله قادراً على تصدير الفائض من الكهرباء، ولكن مرّت الأيام والسنوات دون أن يتحقق شيء من تلك التصريحات التي ذهبت أدراج الرياح.. وليس ببعيد عن ذلك فقد أعلن وزيران سابقان للنفط هما «جبار اللعيبي وثامر الغضبان» عن خطوات واجراءات للقضاء على ظاهرة حرق الغاز المصاحب للنفط من خلال استثماره وحددا مابين ( 2021 ـ 2022) كآخر موعد لنقول وداعاً لحرق الغاز الذي يتكبّد العراق بسببه خسائر مادية جسيمة تقدر بملايين الدولارات يومياً .. وهكذا الحال مع اعلان البنك المركزي العراقي مطلع شهر تشرين الأول من العام الماضي (2022) بشمول المصابين بالأمراض السرطانية والحالات المستعصية بقروض صحية وبواقع لا يتجاوز الـ (15) مليون دينار من أجل دعم الشرائح الهشّة في المجتمع العراقي والحالات الإنسانية الحرجة ضمن مبادرة قال عنها بأنها تهدف في الأساس الى انقاذهم وتسهيل حصولهم على العلاج المطلوب ولكن مايؤسف له أن تلك المبادرة ظلت متعثرة جراء الأساليب الروتينية التي حالت دون حصول من هم بحاجة اليها كقرض .. وبالمناسبة فقد طالبت عبر أكثر من عمود صحفي كتبته في هذه الزاوية الى جعل القرض منحة كجزء من موقف انساني لأناس هم بحاجة الى الدعم المادي لمجابهة المحنة الصحية ولكن ظل البنك المركزي ساكتاً ولم يلتفت والنتيجة كانت لا المنحة ولا القرض .. وهناك من تحدّث عن انجاز القطار المعلّق في بغداد ومشروع داري السكني الذي تبيّن ايضاً أنه مجرد خدعة ووعود عرقوب ليس إلا وهناك من أطلق تصريحات وردية من قبيل «انجز معاملتك في بيتك» ولكن بالمشمش .. باختصار أطالب كل المسؤولين الذين أطلقوا تلك التصريحات المخادعة الى الظهور أمام شعبنا لتقديم الإعتذار الرسمي وليتذكروا أن الإعتراف بالخطأ فضيلة وهو خلق الأقوياء لا الضعفاء !! فهل سيفعلونها أم لا ؟.

المشـاهدات 116   تاريخ الإضافـة 15/01/2023   رقم المحتوى 40291
أضف تقييـم