الخميس 2024/4/25 توقيـت بغداد
07901195815-07707011113    albaynanew@yahoo.com
جريدة يومية سياسية عامة مستقلة
لا ترتبط بحزب أو حركة أو جهة دينية أو سياسية
صاحب الإمتياز
ورئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
ملاحظات من سفرة( رايح جاي) لمستشفى الكندي التعليمي!!
ملاحظات من سفرة( رايح جاي) لمستشفى الكندي التعليمي!!
كتاب الجريدة
أضيف بواسـطة albayyna
الكاتب
النـص :

عبد الزهرة البياتي 
 

 منذ مساء يوم الإثنين الماضي السادس عشر من كانون الثاني الحالي وحتى مساء أمس السبت الحادي والعشرين منه وأنا في سفرة اطلقت عليها اسم (رايح جاي) لمتابعة الحالة الصحية لشقيقتي التي ترقد الآن في ردهة إنعاش القلب جرّاء عجز أصاب عضلته فأجبرها المرض للاستلقاء على أحد اسرّته محاطة بأسلاك كهربائية وأنابيب بلاستيكية منها ما هو متصّل بجهاز  قياس  نبضات القلب وآخر مرتبط بالأوكسجين وثالث بـ( المغذي).. خلال رحلتي الصباحية والليليّة المضنية والتي تمتد لساعات طوال كنت أقضيها وقوفاً في الممر الموحش ليلاً لأن التعليمات تقتضي عدم الدخول الى الردهة إلا لبرهة من الزمن كي لا تتحوّل الى( چايخانه).. ولأن الفضول الصحفي متأصل في النفوس فقد كنت الحظ  وأنا في طريقي الى الردهة أو مغادرة المستشفى  أشياء كثيرة ولاسيما في ردهة الطواريء. حالات مرضية لرجال أو نساء أطفال او شباب.. فتيان ام كهول.. هذا ينزف دماً جرّاء حادث ما او طلق ناري طائش او ضرية سكين وذاك يتلوّى وهو محمول على الاكتاف  بعد ان بلغ به العمر عتيّا وأنت( تدردم في اعماقك): وسفه وألف ياحيف من توصل الهاي.. ثاري الوكت غدار من يصعب الماي.  ويؤلمك ان تسمع العويل والأنين وهو يتسلّل الى  أذنيك من دون إستئذان.. في  ردهة الطواريء شاهدت أطباء وممرضين وممرضات يواصلون عملهم لساعات متأخرة من الليل وتمتد حتى بزوغ الشمس بدأب وحماس لا يلين.. وهكذا شاهدتهم في  ردهة الإنعاش..  يعملون بنكران ذات كمثل خلية نحل وديدنهم تقديم ما يمكن تقديمه للمريض ولكي لا ابخس حق الآخرين فإن كل أقسام المستشفى وردهاته  ..  الأطباء والممرضون يسابقون الزمن بالإمكانيات المتاحة من أدوية وأجهزة طبية ومستلزمات يفترض أن تكون كما تلك الموجودة في المستشفى الامريكي أو الالماني . وعلى مدى تلك الأيام الست بنهاراتها ولياليها وبينما أنا أسير الهوينا وعلى مضض كوني متعباً أصلاً في ذلك الممر الطويل الذي يمتدّ من غرفة الإستعلامات الخارجية وحتى مقصدي المنشود كانت تتقافز أمام ناظري صور وتختمر في ذاكرتي أفكار بل وأحلام مشروعة اود طرحها في هذه المناسبة وهي ألم يكن جديراً بالحكومة أن تحّوّل بناية مستشفى الكندي  الذي يعود زمن افتتاحه الى(20/٨/١٩٧٦) وكان حينها يحمل إسم (الضمان الإجتماعي للعمال) ويتألف يومها من(٥) ردهات وصالة عمليات بواقع عدد (٢) للجراحة العامة والكسور الى  مدينة طبية مؤلفة من(١٠) طوابق خصوصاً وأنه مقام حالياً على مساحة واسعة من الأرض ويتمتع بموقع حيوي وأن يعهد تشييده الى شركة يابانية او كورية او صينية او امريكية من اجل ان نرى صرحاً طبياً يكون مثاراً للفخر وليواكب استيعاب الحالات المرضية التي يستقبلها يومياً.  أما كان جديراً أن نبني مدينة طبية كبيرة تليق بأطبائنا من مختلف الإختصاصات؟؟ ألا يحتاج العراقي( الشابع ضيم) أن يتطبّب  في مستشفى(٥) نجوم؟؟ نعم نحن قادرون ان نبني مستشفيات في كل مدينة وناحية وقرية .. نعم ممكن جداً فما نحققه من إيرادات مالية من تصدير النفط الى الاسواق العالمية يكفي ليس لبناء مستشفيات بل جلب كل مستشفيات العالم وملاكاتها الطبية واجهزتها المتطورة لتكون تحت تصرف العراق ولكن.. وآخ من لكن.

المشـاهدات 149   تاريخ الإضافـة 22/01/2023   رقم المحتوى 40435
أضف تقييـم