لمرتين متتاليتين وفي هذه الزاوية التي اعتدت أن اكتب فيها أعمدتي الصحفية قلت وبلغة عربية فصيحة ليست فيها ألغاز أو تحتاج تفسير بأن ظاهرة الكلاب السائبة تحتاج الى   حلول جذرية وفورية قبل أن تستفحل وعندها نقف مكتوفي الأيدي أمامها، وإن استمرار طرقي المتواصل على مشكلة باتت تؤرّق الناس وتُثير هلع وقلق العوائل العراقية على أطفالها الذاهبين أو العائدين من المدرسة، هو القلق الذي ينتاب المواطنين صراحة والذي يكمن في الآثار الخطيرة والمميتة التي تتسبّب بها هذه الكلاب من خلال عضاتها  التي تنقل فايروس قاتل هو ( داء الكَلَب) ، والطامّة الكبرى وهذه ملاحظة جديرة بالإنتباه وسبق أن أثرتها هي أن أغلب المستشفيات الحكومية لا بل حتى الأهلية لا يتوفر لديها العلاج الخاص بهذا الداء القاتل ما يؤدي الى وفيات مؤسفة وضحايا أغلبهم أطفال وربما حتى كبار جرّاء مهاجمة الكلاب السائبة لهم والتي لم تعد تتواجد في المناطق المتروكة أو البعيدة عن الاماكن السكنية أو في مناطق الطمر الصحي أو حافات المدن بل صرنا نراها تتجوّل في شوارع تعجّ بالمارة أو الساحات المهمة في قلب العاصمة بغداد أو بالقرب من ابواب المدارس أو الدوائر الحكومية .. ولعل من يراجع احصائيات وزارة الصحة ويستعرض سجل الحوادث بهذا الخصوص سوف يتوقف امام ارقام صادمة اغلبها حالات وفاة .. ولعل ماحصل مؤخراً في مدينة الموصل الحدباء وتحديداً يوم ( 22 /1 / 2023) هي الحادثة الأعنف وحتى الأغرب حيث هاجمت كلاب ضالّة أطفالاً صغارا ونهشت اجسادهم ويومها ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بصور الأطفال الجرحى الذين نقلوا الى أحد المستشفيات وهم في حالة ذعر وهلع. ويقول مسؤول قسم الطوارىء في مستشفى الموصل العام الدكتور ( فهد سعود) أن عدد الأطفال الذين تعرّضوا لعضّات الكلاب يومها كانوا (9) أدخلوا الى قسم الطوارىء وكانت اصاباتهم تتراوح مابين المتوسطة والشديدة وإن (3) منهم كانت حالتهم حرجة جداً حيث تم اعطاؤهم المضادات الحيوية المتمثلة بالمصل الخاص المضاد لداء الكَلَب وإن هؤلاء لا بد أن يخضعوا لأخذ جرعات اسبوعية على مدى شهر .. أن هذه الحادثة وما سبقها وما سيحصل هي بمثابة ناقوس خطر يجب أن نقرعه بقوة كي يسمعه كل من يعنيه الأمر لأجل اتخاذ مايلزم من اجراء للحدّ من الظاهرة وأعني هنا مديرية البيطرة العامة وكل الجهات الساندة الأخرى .. وأقول ايضاً أن الواجب يقتضي القيام بحملة واسعة لجمع تلك الكلاب السائبة في مكان محدّد كي لا يعترض علينا دُعاة حقوق الحيوان اذا طالبنا بقتلها، وأكيد أن الجميع بات يستشعر الخطر ويعي بأن حياة الانسان العراقي سواء أكان طفلاً أم شيخاً .. رجلاً .. أم أمرأة .. فتاةً أم شاباً هي أهم بكثير من كلاب ضالة، وأنه من المعيب حقاً أن يستعصي الحل ويبقى يتفرّج على التل .. وعسى هذه المرة أن يسمع من في أذنيه صمم أو وقر كي لا يضطرنا للكتابة بالقلم العريض.