* ا. د. جاسم يونس الحريري

بعد مرور (٢٠) عاما على الغزو والاحتلال الامريكي للعراق  انتهج العراق سياسة براغماتية مع دول مجلس التعاون الخليجي وفق المصالح المشتركة معها وهذا لا يمنع ان يضع المراقب المنصف ذكرى الغزو والجهات الداعمة لها ومنها دول الخليج أمام التحليل واستقراء الأسباب والنتائج ليس من باب تاجيج وتعكير أجواء الانفتاح العراقي مع دول الخليج لكن  لكي يكون هذا الأمر امام المراقبين ليأخذوه بنظر الاعتبار عند التعامل مع دول الخليج العربية من باب ذكر الدروس والعبر من ذلك. ويمكن ذكر بعض مجالات الدعم الخليجي الى الغزو والاحتلال وكما يأتي:-
١.تحمل دول الخليج تكاليف الحرب والاحتلال بعد أن تصاعدت التكاليف  في هذا المجال لان الامريكان أدركوا أن فاتورة الحرب والاحتلال تتصاعد يوميا في ظل زيادة زخم المقاومة العراقية المسلحة التي تستهدف قوات ومعدات الاحتلال الأمريكي وهذا العامل أرهق الميزانية الامريكية التي بدت عليها ملامح الشيخوخة والتذبذب بسبب التكاليف الباهظة للحرب فرأت واشنطن أن تلعب دول الخليج العربية دورا ظاهريا تمثل الضغوط عليها للحد من جدولة ديون العراق السابقة عليه وخفيا لتحمل تكاليف الحرب والعدوان واحتلال العراق. 
٢.كشف (توم سكوت) قائد القاعدة الامريكية في قطر المعروفة بقاعدة (( العديد)) عن حجم الدعم المالي التي تتحمله قطر لتغطية تكاليف وجود القوات الامريكية في القاعدة قبل الغزو بالقول ((أن قوات المارينز في القاعدة تستهلك اكثر من ١٨٠ الف وجبة غداء شهريا من الأسواق القطرية إضافة إلى الاستهلاك العالي للوقود اللازم للطائرات)) وحين سأله احد الصحفيين القائد الامريكي (سكوت) من يسدد الفواتير؟ أجاب ضاحكا (( انها الحكومة القطرية فهي تقوم بواجبات الضيافة على أتم وجه)). 
٣.تقول (ديبورا جونز) السفيرة الامريكية في الكويت في ايلول ٢٠٠٩ ((الكويتيون يعرفون اننا نحتاج إليهم ولقد كانوا ومازالوا حليفا لا يمكن الاستغناء عنه كما انهم كانوا شريكا استراتيجيا خلال غزو العراق. إن الكويت تقدم دعما لوجستيا عينيا بقيمة مليار دولار أمريكي تقريبا سنويا إلى الولايات المتحدة الأمريكية من أجل عملياتها في العراق)) وأضافت جونز «أن الكويت تقدم نحو٨٦٠ الف غالون من وقود المحركات النفاثة يوميا وبأسعار مدعومة». 
وقد أكد هذه المعلومات النائب الكويتي ((محمد جاسم)) في الاول من اب ٢٠٠٥ في لقاء عبر قناة الجزيرة القطرية حيث كان ضيفا في برنامج ((من واشنطن)) وابرزالدور المهم للكويت في احتلال العراق إذ قال ((لولا الكويت لما تمكنت القوات الامريكية من دخول العراق)). 
عبر ودروس
١.ان الانفتاح العراقي على دول الخليج في الفترة الأخيرة تحتم على صانع القرار اخذ الحيطة والحذر ووضع الخطط الاستراتيجيات لمنع تكرار الدور الخليجي في اي حرب قادمة ضد العراق.
٢.تعميق وتطوير وتعشيق العلاقات الاقتصادية بين العراق ودول الخليج لازاحة سيناريو الصراع ووضع سيناريو التعاون هو العامل الرابط بين الطرفين.
*استاذ العلوم السياسية 
والعلاقات الدولية 
الخبير الدولي المعتمد في الشؤون الخليجية