الإثنين 2024/5/6 توقيـت بغداد
07901195815-07707011113    albaynanew@yahoo.com
جريدة يومية سياسية عامة مستقلة
لا ترتبط بحزب أو حركة أو جهة دينية أو سياسية
صاحب الإمتياز
ورئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
الباشا نوري السعيد و حسين أمين
الباشا نوري السعيد و حسين أمين
مناسبات واستذكار
أضيف بواسـطة albayyna
الكاتب
النـص :

علي ناصر الكناني

في جلسة ادبية خاصة أقامها الصديق الاديب سمير الصوفي احتفاء بعودة شيخ المؤرخين العلامة الراحل الدكتور حسين امين يومذاك من جمهورية مصر العربية بعد ان امضى فيها عامين  للتدريس هناك في جامعة الاسكندرية وقد سرّني ان اكون من بين من حضر من الشخصيات الادبية والثقافية من اصدقاء العلامة الدكتورحسين امين والصوفي.فتحدث حينها الدكتور حسين امين عن جوانب اثيرة من ذكرياته وعشقه لبغداد وأحوالها وطيبة اهلها واصالتهم وما يتذكره من مواقف واحداث عن رئيس وزراء العراق إبان فترة العهد الملكي في خمسينيات القرن الماضي (الباشا) نوري السعيد وعلاقته الطيبة والمتواضعة بعامة الناس من اهالي بغداد. وقال الدكتور امين _من المواقف الطريفة والمثيرة التي لا تنسى  هو ما حصل لي في صباي مع رئيس وزراءالعراق السابق- الباشا نوري السعيد  حين كان منزلنا بالقرب من الدار التي كان يسكنها الباشا يومذاك  :فعندما كنا نمارس لعبة كرة القدم  ونحن صغار مع بقية ابناء المنطقة يصادف ان تدخل الكرة الى باحة منزل رئيس الوزراء وكان اصدقائي يخشون الدخول الى الدار لجلب الكرة فيصرون على ذهابي لجلبها، فما ان يراني (الباشا) وهو جالس على كرسيه وسط الدار حتى يقول:(لك تالي وياكم تره والله ذبحتونا) فكنت أمد يدي بتردد وخوف لأخذ الكرة واذهب مسرعاً قائلاً له :(بس هالمرة باشا!!).!! وموقف اخر حصل مع  بائع الفواكه الشهير في سوق الامانة في رصافة بغداد، (مجيد گنو) الذي كان يتبضع منه رئيس الوزراء اسوة ببقية الزبائن الاخرين من دون تمييز وكيف كان يمازحه بقوله انت شوية دارينا بالمسواك ترة ام صباح تزعل علي..) وقد صادف كما يقول الدكتور امين ان التقيته يوما هناك ولم يكن معه في سيارته التي كانت تحمل الرقم (20) بغداد سوى شرطي واحد وسائق فقط..!! اضافة لذكره لحوادث اخرى من بينها ماحصل مع (دعبول البلام)من موقف  طريف يوم صعد معه في (بلمه) بصحبة ملك العراق فيصل الاول لايصالهما الى منطقة الكرادة من دون ان يتعرف عليهما.اما عن علاقة والدته المتوفاة عام 1959 بالسيدة نعيمة العسكري زوجة نوري السعيد، وشقيقة المرحوم جعفر العسكري يوم كانوا يسكنون الى جوارهم في منطقة الوزيرية اذ كانتا ترتبطان مع بعضهما بعلاقة صداقة طيبة وقديمة تمتد لسنوات.. وبعد احداث ثورة 14 تموز عام 1958 اقدمت السلطات الحكومية آنذاك على تسفير السيدة نعيمة العسكري الى لندن مع كنتها المصرية الاصل (عصمت) زوجة ولدها الوحيد (صباح) الذي قتل هو الاخر في الايام الاولى للثورة، مما اضطرها لاستدانة مبلغ من المال مقداره خمسون دينارا من والدة الدكتور حسين، وعند وصولها الى العاصمة البريطانية لندن بعثت وكما يقول الدكتور امين برسالة الى والدته تشرح فيها ظروفها الصعبة لانها لم تعد تملك شيئا ووعدت بتسديد المبلغ باقرب وقت ممكن الا ان الحظ لم يحالفها وتوفيت هناك وتكفلت بمراسيم دفنها بلدية لندن..!! كما ان زوجة ولدها صباح وولديه منها قد توفوا ايضا هناك في حادث كما ذكر ذلك الاديب سمير الصوفي الذي التقاهما مصادفة في احدى سفراته الى لندن قبيل وفاتهما..ولعل من سخريات القدر ان يكون اثنين من ابرز الشخصيات التي عرفها تاريخ العراق قد رحلا الى بارئهما ولم يكونا يملكان في بلدهما بيتا او قبراً وهما نوري السعيد وعبدالكريم قاسم!!.

المشـاهدات 3213   تاريخ الإضافـة 06/11/2023   رقم المحتوى 42976
أضف تقييـم