الجمعة 2024/5/3 توقيـت بغداد
07901195815-07707011113    albaynanew@yahoo.com
جريدة يومية سياسية عامة مستقلة
لا ترتبط بحزب أو حركة أو جهة دينية أو سياسية
صاحب الإمتياز
ورئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
الـعــُرف أم الــــحـــرام.. أيهـــمــا أقــــــــــــوى؟
الـعــُرف أم الــــحـــرام.. أيهـــمــا أقــــــــــــوى؟
مقالات
أضيف بواسـطة albayyna
الكاتب
النـص :

رسل جمال

عندما يِحكم العُرف المشهد ، ويتسيد على صوت المعتقد والدين والقانون، ويصبح المجتمع مطية تقوده الأعراف، بعيداً عن صوت العقل والحق، حتى لو كانت تلك الأعراف مخالفة للدين والشريعة، ويصبح الحرام حراماً اذا راه المجتمع، وحلال اذا حصل بالسر!
هكذا هي مفارقات العرف. كم من حادثة سرقة تم تجريم صاحب الدار وتبرئة السارق، لان صاحب الدار قد ضربه او قتله، فتطالب عشيرة السارق بالدية!
او من حوادث اخرى تشهدها المنظومة التعليمية التي قد تنتهى باعتذار الاستاذ لذوي احد الطلبة اذا نهره او وبخه او حتى ضربه!
بل وحتى المستشفى لم تخلو من هكذا حوادث مجتمعية وقبلية تنم عن تخلف حقيقي يعاني منه المجتمع.
مثل هكذا حوادث تجعل من الخطأ والصواب والحلال والحرام والذي يجوز والذي لا يجوز والمناسب وغير المناسب انما يحتكم للعُرف وما يستحسنه وهو غياب واضح للقانون البشري من جهة، والقانون السماوي من جهة اخرى. ان المشكلة الاساسية في المحظور العُرفي انها لا تشمل طرفي القضية فقط، بل تشمل أهليهم وكل من يمت لهم بصلة قربى ومعرفة، لذلك أصبح المحظور العرفي كوحش كاسر لا يبقى ولا يذر، فبدل ان يُعاقب المذنبين بذنبهم، ينبذون مجتمعياً هم ومتعلقيهم، وقد يلاحقهم عار هذه القضية لجيلين من الزمن!
وهو عكس ما تنص عليه الأية (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا)
المخيف أكثر ان السايكولوجيا المجتمعية أصبحت، بفضل وسائل التواصل والثقافة السائدة لتداول التقليعات المعروفه بـ (الترند) بنهم مستمر الى تداول الفضائح والتباري على نشرها، وهي من العادات والتقاليد المخالفة للدين الاسلامي، بل هناك من يعيد نشرها والنفخ اكثر بنار الفضيحة كلما تخبو نارها!
بل قد ينحرف اصل القضية بسبب القيل والقال، وتتحول الى قضايا اخرى منها طائفية او حتى لتسقيط حكومي. لذلك اصبحت قضية عميد الكلية الى ساحة حرب وفرصة لتبادل الاتهمات وكره ثلج تنمو وتكبر بحجم الهوة بين العرف والمعتقد الديني، بين الحلال والحرام، بين السر والعلن، بين الاستهانة بحرمة شهر رمضان واعلان المعاصي باقي أشهر السنة. ان بعض الناس ممن هم رجال دولة وحتى رجال دين يتسترون به قد يكونوا أسوأ حالاً من ذلك الاستاذ، لكن لم تكن هناك كاميرا تنقل ما يفعلون، رغم انهم تحت مرأى الله!
الخلاصة: بكل واقعية مؤلمة إننا لا يمكن ان نضمن سلوك أحد، او حتى انفسنا، في ظل تيار جارف من الفتن، والفساد لا يمكن ان نقول؛ الا اللهم احسن عاقبتنا في الامور كلها (والعاقبة للمتقين).

المشـاهدات 536   تاريخ الإضافـة 03/04/2024   رقم المحتوى 45153
أضف تقييـم