الإثنين 2024/5/6 توقيـت بغداد
07901195815-07707011113    albaynanew@yahoo.com
جريدة يومية سياسية عامة مستقلة
لا ترتبط بحزب أو حركة أو جهة دينية أو سياسية
صاحب الإمتياز
ورئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
رواتب تقاعدية بلا (عيدية) !!
رواتب تقاعدية بلا (عيدية) !!
كتاب الجريدة
أضيف بواسـطة albayyna
الكاتب
النـص :

عبد الزهرة البياتي *

   على وقع التعليقات والمناشدات و«التوسلات» والكلمات البنفسجية لاستدرار العواطف التي( تكسر الخاطر) التي ضجّت بها مواقع التواصل الإجتماعي طيلة الأيام القلائل الماضية وهي تعزف سمفونية بعنوان (عيدية.. عيدية.. انريد عيدية للمتقاعدين ..  يمعودين عيدية)، وحتى ساعة إعلان مصرفي الرشيد والرافدين الشروع بصرف رواتب المتقاعدين لهذا الشهر كان المتقاعدون يعلّقون آمالاً عريضة على استلام (العيدية)، ولكن سرعان ما خابت ظنونهم بعد تسلّم رواتبهم من دون (حلاوة دهينية) ليصفقوا الراح بالراح وقلوبهم حسيرة كسيرة!!
 وبودي أنا العراقي أن أسأل كل أصحاب القرار والسادة المعنيين: ماذا يشكّّل صرف (عيدية) قدرها (١٠٠) ألف دينار لكل متقاعد من عبء على ميزانية الدولة هذا العام(٢٠٢٤) والتي تقدر بـ(228) تريليون دينار ؟ لا سيما أصحاب الرواتب  المتدنية التي لا تكفي أصلاً لسداد متطلبات المعيشة اليومية من سكن وغذاء ودواء؟ لمتقاعد أفنى ما بين(٤٠ ــ٥٠) سنة من عمره في خدمة هذا الوطن سواء أكان مدنياً أم عسكرياً؟ ..أما كان جديراً بكم أيها المسؤولون يا من تتغنون ليل نهار بحب الوطن وخدمة شعبه والدفاع عن مظلومية المواطن والسعي لإسعاده وتأمين كل مستلزمات ومتطلبات كرامته والعيش الرغيد اللائق به؟
 أما كان حريّاً بكم،  يا أصحاب القرار، أن تُدخلوا الفرحة والبهجة الى قلوب أصحاب الشيبة البيضاء ممن أفنوا أعمارهم وتقوّست ظهورهم وأبيضّت أعينهم واستوطن المرض في كل مفاصلهم وهدّ التعب حيلهم وأنهكتهم قساوة الحياة ومتاعبها الصعبة؟.
أما كان من الواجب أن تخرجوا من مكاتبكم الوثيرة وقلاعكم الحصينة لتلتقوا هذه الشريحة المظلومة في  الهواء الطلق لتقدموا لهم الإعتذار  لهذا  التقصير الجسيم والجفاء الذي لا يُغتفر بحق آبائكم وإخوانكم (اصحاب الشيبة البيضاء).. ولسان حالهم يردّد أبياتاً من قصيدة شعبية مشحونة بنبرة حزن وأسى تقول:
ضاعت اسنين العمر بين الـ حمد والريل
 وبيّن الشيب بعجل
 ومن عندي ضاع الحيل
لا حمد مرّ أبصبح
 ولا ريله مرّ ابليل
 ضاع الوفه من البشر
 ومتاني انا الريل.
أما أنا كاتب هذه السطور ففي قلبي يعتمل وجع ونيران أوارها يتصاعد لهباً.. وسبابتي أعياها (قلم الجاف وهي تضغط بحرقة لترسم على الورق كلمات دفاع عن شريحة المتقاعدين والرعاية الاجتماعية والمعاقين والمعين المتفرغ.. أملاً برؤية قانون منصف يُعطي لكل ذي حقٍّ حقّه.
 

المشـاهدات 1094   تاريخ الإضافـة 03/04/2024   رقم المحتوى 45160
أضف تقييـم