عبد الزهرة البياتي 
 

    من نافلة القول إن فاجعة (قضاء الهارثة) في  البصرة التي وقعت الأسبوع الماضي من شهر نيسان الحالي وراح ضحيتها (٦) تلاميذ من مدرسة (زينب الابتدائية) الواقعة على الطريق العام وإصابة(١٤) آخرين بجروح بعضهم إصاباتهم بليغة جرّاء حادث أصطدام مركبة (برّاد) بهم حيث فقد سائق المركبة السيطرة على مركبته جرّاء عطل المكابح، ليست هي الأولى في العراق ولن تكون الاخيرة طالما أن الأسباب  والمسببّات باقية، وفي مقدمة ذلك وجود طرق رئيسة تفتقد الى شروط السلامة والامان إبتداءً من جسور مخصصة لعبور المشاة  لا سيما قرب  المدارس والكليات والاسواق او المجمعات التجارية أو الطبية أو الدوائر الحكومية التي  يراجعها المواطنون، إضافة الى عدم تخصيص إشارات تحذيرية وإرشادية ضوئية أو فسفورية أو وجود مطبات إصطناعية أو على شكل أقراص بلا ستيكية محببة مثبتة على إسفلت الشارع تجبر سائق المركبة على تخفيف السرعة قبل  الوصول الى الأماكن المخصصة للعبور التي يفترض ان تكون مُعلّمة ومُخططة  أصلاً ناهيك عن وجوب وجود كاميرات مراقبة ورادارات مخصصة لتتبع ورصد من يقودون مركباتهم بسرعة (جنونية) لإيقافهم واتخاذ ما يلزم بصددهم فوراً.. لقد تأكد للقاصي والداني أن سببين أساسيين يقفان على مجمل الحوادث المرورية المؤسفة أحدهما يتمثل بالسرعة(المتهورة) وثانيهما بـ(الطرق المرعبلة).. وأكبر دليل على ما ذهبنا إليه هو أنه بعد يومٍ واحدٍ من حادث دهس التلاميذ في  قضاء الهارثة تعرّض شرطي مرور كُلّف بتنظيم عبور التلاميذ الى حادث سير كاد يودي بحياته والسبب سائق (متهور) وفي ذات  الأسبوع تتابعت الحوادث المرورية بشكل غريب سبحان الله وكأنه أشبه بمسلسل تراجيدي حيث تعرّض طالبان  لحادث دهس أثناء الخروج من ثانوية الأزهر في منطقة البوحداري في الكوفة حيث نقلا للمستشفى لتلقي  العلاج ويأتي الحادث بعد (٢٤) ساعة من حادثة الهارثة. وفي محافظة ميسان أعلنت مديرية المرور فيها مصرع شخصين وإصابة (٩) آخرين بحادث سير مروّع على طريق( عمارة- بغداد) وتحديداً في منطقة (علي الغربي) جراء تصادم بين سيارتين حديثتين.. ولم تنته القصة الى هنا فقد اقتحمت شاحنة حمل محلاً لبيع (البالة) على طريق المسيب،  الجمعة الماضي، وأدى الى مصرع طفلٍ وإصابة آخر بجروح  ..  وفي الأحداث ايضاً اصطدمت عجلة  نوع (همر) تابعة للشرطة الإتحادية بمركبتين مدنيتين شرقي بغداد، والحمد لله، من دون إصابات بشرية..(بالريش)!! وقبل دفع الجريدة للطبع تلقينا خبر اصطدام مروّع في المثنى، حصل أمس، وأدّى الى مصرع وإصابة (4) أشخاص من أسرة واحدة!!
 إن تصاعد وتيرة الحوادث المرورية  المؤسفة وما يتبعها من ضحايا في الأرواح يستدعي وقفة جادّة ومحاسبة كل الجهات  التي تقف وراء ذلك لأن الإستهانة بأرواح الناس جريمة لا تغتفر.. وأن كل روح تُزهق تتحمل وزرها الجهات  المعنية ويجب مقاضاتها فوراً جرّاء تقصيرها.