الإثنين 2024/5/6 توقيـت بغداد
07901195815-07707011113    albaynanew@yahoo.com
جريدة يومية سياسية عامة مستقلة
لا ترتبط بحزب أو حركة أو جهة دينية أو سياسية
صاحب الإمتياز
ورئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
الكتابة فن تلاقح الأفكار واكتساب التجارب الأدبية
الكتابة فن تلاقح الأفكار واكتساب التجارب الأدبية
كتاب الجريدة
أضيف بواسـطة albayyna
الكاتب
النـص :

عبد الزهرة البياتي 
 

 الكتابة في ابسط تعريفاتها هي فن له أصوله وقواعده ومدارسه ولها فرسانها وقاماتها وأساليبها المتنوعة.. وإن قدرة الكاتب تكمن أصلاً في أسلوبه القائم على استقطاب القاريء أو المتلقي وإيصال الفكرة أو الرسالة أو الخطاب إليه بعيداً عن الضبابية والغموض أو الإنغماس في متاهات المجهول.. وأعتقد جازماً ان أي كاتب يريد ان يرتقي بأسلوبه ومنهجه في الكتابة عليه أولاً أن يطّلع على تجارب الآخرين والغوص في نتاجاتهم واستلهام طروحاتهم وتنوّع أغراضهم وأساليبهم في  الكتابة بمختلف أغراضها وهذا ليس عيباً أو مثلبة ولكن  العيب أن يبقى المتصدّي للكتابة مشدوداً لأسلوب محدد ونمط معين وأفكار غير قابلة للأخذ والعطاء أو قل أنها غير قابلة للتفاعل مع المحيط لتحقيق الأهداف المتوخّاة من منهجه في الكتابة الإبداعية.. وأعتقد أيضاً أن علّة بعض الكتّاب تكمن في كثير من الأحيان في تقوقعهم على أنفسهم وعدم انفتاحهم على تجارب الآخرين ممن سبقوهم في مضمار الكتابة  فصاروا قامات يُشار لها بالبنان ولهم رصيد زاخر بالعطاء والنتاج الابداعي الثر الذي ينبغي أن يخضع للقراءة بغية الإستزادة منه والإطلاع على ما وصلوا إليه.. في صحيفة القدس العربي بعددها الصادر مؤخراً استوقفني مقال  للكاتبة (عائشة الدرمكي) تحت عنوان (منهج الكتابة الإبداعية) تقول في مستهله ما نصّه:( كتب غابريل غارسيا ماركيز) مقالاً مهماً في كتابه «كيف تكتب الرواية؟». ففي محاولته للإجابة على السؤال الذي حمل عنوان الكتاب نفسه يقرّر ماركيز بعد مناقشة مطولة ان (المسألة ليست في كتابة رواية أو قصة قصيرة وإنما في كتابتهما بجديّة)، وتمضي الدرمكي الى القول ان  الأمر يعتمد على قدرة الكاتب وقناعته بصرف النظر إن حقّق النصُّ بعد ذلك رواجاً أو فاز بجائزة ادبية أم لا، وهذه القناعة التي يحدثنا عنها متعلقة بتجربته الشخصية في الكتابة وزاوية النظر التي يعتقد أنها مناسبة لأولئك الكتّاب الذين يعتقدون أن ( الأدب فن موجّه لتحسين العالم) إلا أن غابرييل نفسه يعتقد ان تلك الإجابة (لا وجود لها)  باعتبارها غير مرئية وملتبسة من  الناحية العملية  وهو يسرد ما حدث له عندما مزّق جزءاً من رواية باعتباره ميؤساً منه بينما وجده الشاعر (خورخي غيتان) الذي أتاه ليطلب نصاً ينشره في مجلة (ميتو) فوجد هذا النص في سلة المهملات واعتبره ( صالحاً جداً للنشر) على الرغم  من أنه فصل انتزعه ماركيز من روايته الأولى(عاصفة الأوراق) عندما وجده فائضاً عن الحاجة بينما يقرّ بأنه قام بالتخلص من مجموعة قصص قصيرة كان قد كتبها عن حياة الأمريكيين اللاتينيين في أوربا ورماها في سلة المهملات لأنه لم يقتنع بها. وتمضي كاتبة المقال (عائشة الدرمكي) بالقول إن مثل هذه  الأحداث والمواقف التي تحوّل بعض النصوص أو الكتابات من مكانة تقديرية الى أخرى يكشف ما يسميه (جاك رانسيير) في كتابه «سياسة الأدب» بـ( سوء التفاهم الأدبي) الذي يشكّل العلاقة بين الدلالات وحالات الأشياء  التي ترتكز في الذات المستقلة عن الكاتب نفسه. هذا بعض ما أردت تسليط الضوء عليه، وفي المقال بقية.
 

المشـاهدات 985   تاريخ الإضافـة 13/04/2024   رقم المحتوى 45199
أضف تقييـم