تحقيق وتصوير 
كريم الخزرجي 

سلمان غلام على شرهان من مواليد ١٩١٨ محافظة ميسان ناحية كميت     تلك المدينة الجنوبية الساحرة التي يضيف نهر دجلة جمالا  لجمالها وافياء بساتينها حلما سومريا لاشجان ميسان القديمة .للغناء طعم العسل الذي يقطر من شفتي المدينة وهي تتحدى ازمنة القساة والجوع  ....
الموال والابوذية يوشم خد المدينة باساطير  النغم ...
شكلت حنجرة  ابو داود   صورة الهاجس الخيالي لذات المدينة ،ودخل عالم الغناء رغم معارضة والده له كونه رجل دين كبير الامر  اضطره  الانتقال إلى بغداد في  عام ١٩٤٥ ...ودخل الإذاعة عام ١٩٤٨..على الرغم من تعليمه البسيط فهو قارئ جيد للتاريخ .وهو يقرض الشعر  الفصيح ويجيد كتابة الشعر العامي كالابوذية والزهيري والدارمي واغلب اغانيه من نظمه وكتب شعرا عن العالم اديسون ومثله عن القائد غاندي له ١٢٠٠ كاسيت لقب بطائر الجنوب والقاب أخرى زار عدة دول وعواصم مثل القاهرة دمشق بيروت الكويت البحرين دبي ايران.....
 سمي بالمنكوب بعد فيضان عام  ٥٤ الذي اجتاح العاصمة  واغرق بعض المناطق منها  منطقة الوشاش التي يسكن فيها والتي أعلنت السلطات حينها  انها منطقة منكوبة ..ويقول ما اكثر... المنكوبين ..
ابو داود شاعر وملحن وعازف عود وكمان وربابة وله لون خاص بالأداء أمتلك بها القلوب  والاسماع  لما يملكه من صوت جميل وحنجرة قوية واسعة بقيت حتى آخر حياته .
غنى جميع الأطوار وحقق نجاحا ورضا ...
وله قصة مع الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم ...تنهد كثيرا 
قبل أن يذكر الزعيم دمعت عيناه...وصمت قليلا وقال :
بعد أن أصدر  عبد الكريم  عفوا للسجناء  كتبت رسالة وبعثتها للزعيم جاء فيها 
كلها طلعت بس ترى المنكوب ظل ....
اظن توفيقي ياخويه بي عطل ..إلى أن قال ظلت  أطفالي يابن قاسم تحوم ...
وين  تنطي الوجه من غيرك اليوم يازعيم الشعب يا عبد الكريم.. وفي اليوم  التالي وصلت رسالته وعليها هامش الزعيم تخفيض ثلاث سنوات لكن شاءت الاقدار أن يستشهد الزعيم البطل ...
 وتعاد المحكمة ويعاقب بكامل المدة بعد أن قيل رسالتك للزعيم  وهامشه   هي كفيلة أن تودعك السجن مرة أخرى ....رحل الفنان الكبير ابو داود إلى مثواه الاخير في ٢ /أيلول عام ٢٠١١ في مدينة الصدر إلى مثواه الاخير  إلى  مقبرة وادي السلام في النجف تاركا ارثا فنيا كبيرا  من الاسطوانات والكاسيتات وذكريات واحلام ....