النـص : * صباح الشيخلي
ونحن نعيش أيام شهر رمضان شهر الخيرات والبركات الذي تُستحبُّ فيه الصدقات وغيرها من أمور يطول شرحها في هذه العجالة لكن ما نريد الإشارة والتأكيد عليه في مقالنا هذا هو دعوة كبار المسؤولين في الدولة العراقية مع حفظ الأسماء والألقاب والمناصب والمقامات، فالكل هو محل تقدير واحترام، لأن يبادروا كل من موقعه ابتداءً من السيد رئيس الجمهورية مروراً برئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب بالإنابة وانتهاءً بكل الوزراء والوكلاء والمستشارين والمدراء العامين وصولا الى رؤساء الأحزاب والكتل السياسية ممن يتقاضون رواتب شهرية كبيرة للتبرع بنصف رواتبهم ومخصصاتهم وامتيازاتهم لهذا الشهر فقط الذي يتزامن مع شهر رمضان الفضيل وأن تتولى وزارة المالية حصر تلك المبالغ المالية المتحققة وهي كبيرة لا شك بغية إيداعها في صندوق خاص يؤسس لهذا الغرض ليتم بعدها توزيع تلك المبالغ على الفقراء والأرامل والأيتام والمعاقين ولمن لا معيل لهم أو لا مورد مالياً لديهم عبر تشكيل لجنة مركزية تُدار من قبل أشخاص مشهود لهم بالنزاهة والعفّة والأمانة والصدق بغية إيصال تلك المبالغ أو المساعدات المالية لمستحقيها الفعليين وتخصيص جزء من المبالغ لتوزيعها على شكل سلال غذائية للمحتاجين والفقراء من الصائمين.. إننا إذ نطرح هذا المقترح في هذا التوقيت الزمني بالذات فلإننا نعرف تمام المعرفة بأن رواتب كبار المسؤولين والنواب والوزراء وغيرهم ممن ذكرنا كبيرة وإذا ما تبرعوا بنصف راتب شهري ولمرة واحدة فقط ولسنة واحدة فإن ذلك لا يشكل عبئاً او ثقلاً عليهم وان ما سيقومون به من عمل خيري سوف يحسب في ميزان حسناتهم. قال تعالى:((لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ)). وقال تعالى أيضاً: ((وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ)) وقوله تعالى:((مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)).فلا تقصّروا أيها المسؤولون.وتذكروا أن هناك (١٠) ملايين فقير وفق آخر إحصائية لوزارة التخطيط صادرة في العام (٢٠٢٢).. وتذكروا يا سادة يا كرام أن هناك من يبيت ليله بلا عشاء وأن هناك الآلاف المؤلفة ممن يسكنون في العشوائيات أو في مخيمات النزوح حيث يعيشون ظروفاً معيشية صعبة وقاسية جداً.. وتذكروا أيضاً قول الباري عزّ وجلّ:((فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ)) فسارعوا لعمل الخيرات وتقديم العون والمساعدة لشرائح إجتماعية واسعة من الشعب هي أحوج ما تكون اليوم للمساعدة في هذا الشهر المبارك ولكي يشعر هؤلاء المحتاجون بأن المسؤولين هم منهم وإليهم وليس طبقة متسلّطة فوق رؤوسهم. أملي كبير بأن تلقى دعوتي أو مقترحي هذا آذاناً صاغية وقلوباً نقية كي يسجّلوا موقفاً وطنياً وإنسانياً ويؤدوا واجباً شرعياً قبل فوات الأوان حيث لم يبق على انتهاء شهر رمضان سوى أسبوعين فقط.. فماذا أنتم فاعلون أيها المسؤولون؟
وفي الختام أروي لكم هذه القصة حيث قامت رئيسة جمهورية ملاوي (جويس باندا) عندما واجهت بلادها أزمة إقتصادية بإجراءات صارمة حيث خفّضت راتبها بنسبة (٣٠%) وباعت (٣٥) سيارة مرسيدس يستخدمها أفراد حكومتها وألغت حوافز ومخصصات كثيرة من الوزراء وكبار المسؤولين وباعت الطائرة الرئاسية وعندما سئلت عن السبب قالت: ان هدفها إطعام مليون جائع. واللبيب بالإشارة يفهم.
|